يوم الاثنين الموافق
20/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























2011-06-26 20:19:26
براءة الأطفال دروس للحياة... فلنتعلَّم ولنستفد منها بقلم جاسر الياس داود
قبل حوالي الشهر أو ما يزيد،احتفلت بلدتنا عبلين بكنيستها على اسم القديس جاورجيوس للروم الكاثوليك،شفيع هذه البلدة وكنائسها،بأول قربانة أو بالمناولة الأولى لأطفال مسيحيين.
أقول لأطفال مسيحيين ولا أقول لأطفال من طائفة الروم الملكيين الكاثوليك في عبلين،لأن ما شاهدته من خلال بث مواقع عبلين الألكترونية، أدخل الفرح الى قلبي،وقلتُ في قرار نفسي:هل هذه الصور ستفعل فعلها في قلوب الآباء والأمهات، الذين شاركوا والذين لم يشاركوا أبناءهم هذا الاحتفال ( أبناء عبلين إذاً هم أبناؤنا)هذه الفرحة السعيدة من أبناء الطائفتين المسيحيتين بالبلدة،ويطردون من قلوبهم وقلوب أبنائهم "المجد الباطل" ويحملون ويُصلون الى "المجد الأبدي"،ولا ينظرون الى جمال فلذات أكبادهم بمنظار الثوب الزاهي الجميل وأغلى الملابس والحلى الزائلة أمام مجده الأبدي والأزلي،وهو القائل:مَن إتضعَ أمام الرب ارتفعَ.
أمْ ان هذه تمثيلية نريد من أولادنا أن يمثلوها،ثم ينهون أدوارهم بانتهاء مراسيم الصلاة؟!!!
لقد شارك بهذا الاحتفال والصلاة كاهن طائفة الروم الملكيين الكاثوليك الجديد في عبلين،والذي يدفعني الى التساؤل:هل عدم بقاء كاهن من كهنة  هذه الطائفة الذين تناوبوا في خدمة أبناء الرعية مدة طويلة من الزمن هو أمر طبيعي؟!!(سؤال للدراسة بعمق من جانب لجنة الوقف وأبناء الرعية).
كما وشارك فرحة أطفالنا وأقام مراسيم الصلاة الى جانب كاهن الرعية،سيادة المطران بطرس معلم ابن قرية عيلبون،التي أنجبت فرقة ترانيم وصلاة بقيادة المطرب والمرنم داود العيلبوني،مع تمنياتي له ولكل أعضاء الفرقة بطول العمر مع الصحة والعافية والعطاء المتواصل بدون انقطاع.المطران بطرس الذي أكن له كل الاحترام،لأنه ما زال يعطي وهو لابس مسحة المسيح الى الأبد،فكيف لا وهو ابن لعائلة كريمة عرفت بأولادها وبناتها تكريس الحياة الأرضية ،التي منحها لهم ولهنّ الله الى يسوع المسيح!!
فقد نبذوا ملذات وطمع وشراهة الحياة الأرضية الفانية، وتعلقوا بحياة الايمان والتضحية والعطاء لمجتمع يتعطش لمثل هؤلاء.معرفتي بهذه العائلة بدأت بالتعرف على طيب الذكر المرحوم الكاهن مرقس معلم في سنوات السبعينات من القرن الماضي،والذي خدم رعيته في عيلبون عشرات السنين فأحبوه وبادلهم محبة المسيح لأبنائه،كان متواضعاً بلباسه،لبقاً بحديثه- والمطران بطرس معلم لم يبتعد بهذه الميزة عن االشجرة- كان الكاهن مرقس يطمع دائماً وأبداً بمحبة يسوع المسيح،لينطلق منها الى محبة الانسان، لا يهمه ما دينه ما شكله ولونه وعمله. أحبَّ بلدته عيلبون وجميع أبنائها على مختلف طوائفهم ،وقال لي يوما ما :أنظرْ الى لائحة شهداء مجزرة عيلبون الموجودة في المقبرة المسيحية ببلدة عيلبون تجد اسما لشهيد مسلم دفن معهم،
فحب عيلبون كان أقوى من الانتماء الطائفي،فلتكن هذه عبرة لجميع أبناء شعبنا العربي في هذه البلاد.
أشدُّ على يد المطران بطرس معلم في عطائه للانسانية بمختلف طوائفها وشرائحها الاجتماعية والاقتصادية،لا يفرّق بين هذا وذاك،يشارك هذه الطائفة وتلك بدون منَّة أو تأفأف،في الوقت الذي فيه لا يملك من هبات الحياة الأرضية الفانية سوى محبّته لبني البشر،وهذا يكفيه فخراً بأنه يعمل بمشيئة يسوع المسيح الذي نذر نفسه له ولتعاليمه،لهذا اسمه على رسمه،بطرس الأول وهو بطرس الحالي بالدين المسيحي اليومي،الله يطوِّل بعمره وتزداد الطوائف المسيحية بأبناء مثله.
نعود الى الأطفال،هؤلاء هم زينة الحياة المسيحية والذين دعاهم يسوع المسيح بقوله:دعوا الأطفال يأتون إليَّ لأن لمثلهم ملكوت السموات.
أما العبرة التي سأتحدث عنها فهي التسامح الذي يجب أن نتعلمه من قلوب هؤلاء الأطفال،إن كانوا ينتمون الى الطائفة الكاثوليكية أو الأرثوذكسية.
ما يحزُّ في النفس ويؤلمني،أنَّ هناك حاجزاً وهميّاً وضعه البعض من أبناء الطائفتين بالبلدة،مما أدى الى التنافر بين أبناء الطائفتين،أو الى التنافر بين قسم كبير من أبناء الطائفتين،وهذا ظاهر جليّاً في المناسبات الدينية المختلفة،فإنّ المُشاهد من أبناء عبلين يرى مشاركة أبناء الطائفة الأرثوذكسية لأخوتهم بالمسيح من الطائفة الكاثوليكية أكثر من مشاركة أبناء الطائفة الكاثوليكية لأخوتهم من أبناء الطائفة الأرثوذكسية،وهذا لا يرجع الى قلة عدد أبناء الطائفة الكاثوليكية بالنسبة لعدد أبناء الطائفة الأرثوذكسية بالبلدة.وهذا يؤكد بأنّ بساطة أبناء الطائفة الأرثوذكسية نابع من محبتهم للعمل بحسب تعاليم سيدنا يسوع المسيح.
والسؤال الذي أطرحه:الى متى سيبقى هذا الحاجز الوهمي قائماً بين أبناء الطائفتين؟ في الوقت الذي فيه اختلاط بالزواج بين أبنائها؟
ربما أتجنى فيما أقول على البعض من أبناء الطائفة الكاثوليكية،ولكن المثل الشعبي يقول:الصالِح بروح بعزى الطالِح.
  لهذا أرجو أن نتعلّم من هؤلاء الأطفال الصغار،كيف نُدخل ربنا يسوع المسيح الى قلوبنا،ونعمل بحسب تعاليمه،بعد أن نُرسِّخ إيماننا بتعاليمه المذكورة بالانجيل المقدس.
أتحدث عن هذا،لأننا قبل فترة قصيرة احتفلنا بأيام عيد العنصرة،عيد حلول الروح القدس على المسيحيين أينما كانوا،ولنتعلّم من مواهب الروح القدس السبع ومنها الجكمة،المشورة،الفرح،المعرفة وبطولة العطاء،كل هذه المواهب تتطلب الشجاعة وخاصة للعطاء.
وأخيراً وليس آخراً،أتحدث عن هذه النقطة المهمة في حياتنا المسيحية،وهي أن نُحبَّ
بعضنا بعضاً نحن أبناء يسوع المسيح،لننطلق من هذه القاعدة الى محبة إخوتنا الذين يُشاركوننا هذه الحياة في بلدتنا عبلين،ألا وهم الذين يؤمنون ببني العرب محمد بن عبدالله(صلعم)،كي نبني مجتمعنا العبليني على أسس متينة وقوية،وأولها التسامح والمحبة مع بعضنا البعض كي نعيش بطمأنينة وهداة بال،وهذا ما أتمناه لكل أبناء بلدتنا الأعزاء.
أكتب هذه الكلمات من منطلق الغيرة على مستقبل أبناء بلدتي بجميع مواطنيها،الصالح الذي أتمنى له دوام السير بهذه الطريق،والطالح الذي أرجو وأدعو الله –عزّوجلّ- أن يهديه الى طريق الخير وطريق الصالحين.
كما وأعمل بحسب تعاليم ربنا يسوع المسيح الذي قال:ويلٌ للذي لا يُبشِّر.يبشر بتعاليمه الداعية الى التسامح ومحبة الانسان لأخيه الانسان.
والله ولي التوفيق
                                                                  الداعي لكم بالخير
                                                                       أخوكم
                                                                 جاسر الياس داود
                                                                عبلين 26/6/2011م


تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com