يوم الخميس الموافق
09/05/2024
الصفحة الرئيسية اجعلنا صفحة البداية اضفنا للمفضلة





























13/12/2014 - 03:27:11 pm
لمن رنمت الملائكة بقلم عزيز سمعان دعيم
لمن رنمت الملائكة
لنعلن في ذكرى الميلاد ميلادا جديدا لحياة أفضل

رغم الليل الحالك الظلام وبرده القارس والثلوج المتساقطة، أمسكت المرأة بيدي طفليها الصغيرين، وساروا في طريقهم للكنيسة لحضور حفلة عيد الميلاد. أما زوجها فبقي في البيت، إذ لم يكن يؤمن قط إلا بما تراه عيناه ويقره المنطق... وبينما هو يعزّي نفسه بالدفء ويراقب العواصف والبساط الأبيض في الخارج... أخذ يفكر  بسخافة أولئك الذين يترددون على الكنيسة للاحتفال بميلاد طفل وديع يدعونه الله المتجسد.
وإذ به يسمع ضربات اصطدام شيء ما بباب بيته، فاهتم بالأمر وفتح الباب، ليجد عصفورا يصارع الموت عند عتبة البيت... أمسك به ونظر حوله فرأى سربًا من الطيور الشقية تبحث عن خلاص من البرد القارس وعن ملجأ من قسوة الثلج، فأخذ العصفور المسكين وأشار بيديه لسرب الطيور أن يتبعه إلى حظيرة الحيوانات التي بجوار البيت. ولكن ما من جدوى، فهي لا تفهم إشاراته ولا تعرف لغته. 
دخل إلى البيت وأتى ببعض الطعام ووزعه في الطريق إلى الحظيرة، ولكن جهوده ذهبت عبثًا، هذا وبعد أن استنفذ كل ما بوسعه عمله ولم يفلح، التفت إلى سرب الطيور وقال: "ليتني كنت واحدًا منكم لأرشدكم للملجأ وأخلصكم". وهنا افتكر كلمات زوجته المحبوبة، كيف أن الله صار كواحد منا لكي يخلصنا ويكون لنا الملجأ، فلم تكن هناك أية طريقة أخرى للخلاص، إلا أن يتجسد الله في وسطنا بشخص عمانوئيل، ربنا يسوع المسيح، ويعيش بيننا، مجربا في كل شيء مثلنا ولكن بلا خطية.
وقبل أن تنتهي احتفالات الميلاد في الليلة ذاتها ترك بيته مسرعًا في اتجاه الكنيسة، وعندما دخلها جلس بجانب زوجته ممسكا بيدها وقائلا: "كان لزاما أن يصير الله كواحد منا ليخلصنا". 
وسمع الواعظ يختم كلمته بقوله: "لقد بشر ملاك الرب الرعاة بفرح عظيم، قائلا: "انه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرّب" لوقا 2: 11
لقد اعتقد اليهود أن المسيا سيأتي ليخلصهم من عبودية الرومان أما طفل المغارة، الرّب يسوع،  فقد جاء ليخلصنا من عبودية ذواتنا، من سلطة الخطية ونتائجها، أتى لكي يحررنا من عقاب خطايانا ويعطينا بالإيمان به حياة أبدية، جاء لينزع البؤس والشقاء، الخوف والقلق، وليعطنا حياة أفضل، حياة فيّاضة.
لقد ولد الرب يسوع في مغارة حقيرة تاركا أمجاد السماء. رضي وهو الإله أن يأخذ صورة عبد ويعيش بيننا ولأجلنا. ليحررنا من الخطية وعبودية إبليس اللعين، ويعطينا الحياة الفضلى، الحياة الأبدية. وقد تمم ذلك بميلاده العجيب ومن ثمّ بموته الكفاريّ على الصليب لأجلنا، لنؤمن به وننال الحياة الأبدية العتيدة. 
ولد المسيح بيننا لكي يموت لأجلنا ويخلصنا، أفلا تُقبِل لمن رنمت لميلاده ملائكة السماء قائلة: المجد لله في الأعالي وعلى الأرض السلام وبالناس المسرة". أولا تَقبَل من قال عنه الآب أنه الابن الحبيب، الذي به سررت... ألا تسرع ليسوع الوديع الذي يدعو قائلا: "تعالوا إليّ يا جميع المتعبين والثقيلي الأحمال وأنا أريحكم. إحملوا نيري عليكم وتعلموا مني. لأني وديع ومتواضع القلب. فتجدوا راحة لنفوسكم، لأن نيري هيّن وحملي خفيف." متى 11: 28-30
ليتك أختي وأخي، على أبواب الميلاد المجيد والسنة الجديدة المكللة بالبركات العتيدة، ترفع صلاة صادقة إلى طفل المغارة الوديع، الإله المتجسد، وتسلم ذاتك لعنايته المباركة، قائلا: "أيها الرب يسوع إني آتي إليك ملقيًا بذاتي على رحمتك الكبيرة، ومحبتك العجيبة، مؤمنا بك وواثقا بوعودك، فاني أدعوك يا طفل المغارة ورّب المجد أن تسكن قلبي البسيط، وتجعل منه عرشا لك وتكون ملكًا وربًا والهًا لحياتي." 

تعال بيننا  أقم عندنا، وخذ من قلوبنا، لك مسكنا 



تعليقات        (اضف تعليق)

* الاسم الكامل
البريد الالكتروني
الحماية
* كود الحماية
البلد
هام جدا ادارة الموقع تحتفظ لنفسها الحق لالغاء التعليق او حذف بعض الكلمات منه في حال كانت المشاركة غير اخلاقية ولا تتماشى مع شروط الاستعمال. نرجو منكم الحفاظ على مستوى مشاركة رفيع.
مسؤولية التعقيب تقع على عاتق المعقبين انفسهم فقط
يمنع ادخال اي مضامين فيها اي تجاوز على قانون منع القذف والتشهير او اي قانون آخر
فيديو عبلين |  اخبار عبلين |  دليل عبلين |  عن عبلين |  العاب اونلاين |  للنشر والاعلان |  من نحن |  اتصل بنا | 
Online Users
Copyright © ibillin.com 2007-2024 | All Rights Reserved © جميع الحقوق محفوظة لموقع عبلين اون لاين
Developed & Designed by Sigma-Space.com | Hosting by Sigma-Hosting.com